هل تشعر بالغيرة الشديدة؟ إليك الأسباب وراء ذلك

الغيرة هي شعور عاطفي طبيعي يتولد لدينا نتيجة لأسباب مختلفة. يمكن القول أنها تنشأ من مزيج من المشاعر المعقدة كعدم الأمان والقلق والغضب وغيرها.

وبالرغم من كون شعورنا بالغيرة أمر طبيعي وفطري، إلا أن قد يشكل مشكلة حقيقية عندما تتحول مشاعر الغيرة الطبيعية إلى مشاعر مفرطة وغير عقلانية تسيطر علينا بشكل كامل. وهنا يصبح من الأفضل فهم هذه المشاعر وإدارتها بالشكل الصحيح.

وإليك الأسباب التي تقف خلف غيرتك الشديدة.

اقرأ أيضاً: كيف يضر السعي نحو الكمال بإنتاجيتك وحياتك؟

أسباب الشعور بالغيرة الشديدة

الشعور بعدم الأمان

غالباً ما تنبع الغيرة من الشعور بعدم الأمان وعدم الثقة بأهميتك وقميتك في المحيط مقارنة بالآخرين. وفي هذا الصدد توضح خبيرة الصحة العقلية أندريا إم. دارسي أنه عندما نشعر بالسعادة والأمان فمن غير المرجح أن تسيطر علينا مشاعر الغيرة. لكن حال إحساسنا ببعض الضعف وانعدام الثقة بذواتنا يصبح من الصعب الثقة بعلاقاتنا بالآخرين وتبدأ مشاعر الغيرة بالتأجج.

وفيما يلي بعض الأمثلة حول ارتباط شعور عدم الأمان بالغيرة:

  • المظهر الجسدي: إذا كان الشخص غير مقتنع بمظهره الجسدي مثلاً فقد يشعر بالغيرة من تفاعل شريكه مع شخص يعتبره أكثر جاذبية.
  • التجارب السابقة: عادة ما يكون الشخص الذي سبق له التعرض للخيانة أكثر قابلية وعرضة للشعور بالغيرة المفرطة في علاقته الحالية.
  • المقارنات: من المرجح أن يقارن الأشخاص أنفسهم بالآخرين نتيجة شعورهم بعدم الأمان وعدم الكفاية الذاتية، فينظرون للآخرين كمصدر تهديد محيط.

التأثير السلبي للعلاقات السابقة

يمكن أن تسهم التجارب السلبية السابقة، كالتعرض للخيانة أو الهجر، في زيادة مشاعر الغيرة والقلق بشأن ولاء الشريك الحالي.

اقرأ أيضاً: هل تشعر بالوحدة والقلق في الليل؟ إليك كيفية التعامل مع ذلك

تدني احترام الذات

تشير دارسي إلى أنه في حال كنت تشعر بالغيرة باستمرار فجذور هذه المشكلة تنبع من شعورك حيال نفسك واحترامك لذاتك. إذ يؤدي تدني احترام الذات إلى الشعور بالنقص والاعتقاد بأن الآخرين محبوبون أو ناجحون أكثر منك. كل هذه المشاعر السلبية تجاه نفسك تولد بداخلك مشاعر الغيرة لاعتبارك الآخرين مصدر تهديد لك.

وعادة ما يشترك الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات بمجموعة من السمات هي:

  • الانخراط في الحديث السلبي عن النفس.
  • التفكير كثيراً قبل اتخاذ القرارات.
  • الشك في قدراتهم والشعور بعدم الثقة بأنفسهم.
  • تجنب المناسبات والمواقف الاجتماعية.
  • الصعوبة في تكوين العلاقات والانخراط بها.
  • الاعتقاد المستمر بعدم استحقاقهم للحب والاهتمام.
  • الحساسية الشديدة تجاه النقد.
  • الشعور بالغيرة من نجاح وإنجازات الشريك.

ضعف التواصل

يمكن أن يسهم ضعف التواصل في العلاقات في الكثير من سوء الفهم، فيبدأ الشركاء بوضع افتراضات حول نوايا بعضهم البعض، فيسيطر عليهم الشعور بعدم الأمان والغيرة.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر انخفاض ذكائك العاطفي في علاقتك بالآخرين؟

إذاً، هل يمكن أن تثق بشخص ما وأنت تشعر بالغيرة؟

من المهم أن تعرف أن مشاعر الغيرة والثقة غير متناقضة أو متعارضة. إذا تتضمن الثقة الإيمان بصدق شريكك ونزاهته والتزامه بعلاقتكما. في حين تنشأ الغيرة من الخوف من فقدان هذا الشخص.

ذلك يعني أن ثقتك بشخص ما لا تضمن لك عدم الشعور بالغيرة، فلا زال هناك احتمال لبعض الإحساس بالضعف وعدم الأمان نتيجة لعوامل مختلفة كما ذكرنا، كالتجارب السابقة والظروف الخارجية وغيرها.

اقرأ أيضاً: 10 استراتيجيات للتغلب على القلق الاجتماعي

هل يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تؤثر في مشاعر الغيرة؟

بكل تأكيد، فتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الجانب العاطفي كبير كونها تقدم نسخة مثالية لحياة الأشخاص وعلاقاتهم. لذا، قد تؤدي رؤية الأزواج الآخرين وهم ينشرون صوراً سعيدة إلى مقارنات مختلفة وشعور بعدم الكفاية.

تذكر أنه على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تفاقم مشاعر الغيرة، إلا أن كيفية التعامل بينك وبين شريكك هي ما يحدد نمط علاقتكما وكيفية إدارتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts

Load More Posts Loading...No more posts.