الاكتئاب حالة نفسية معقدة تؤثر على مشاعر وأفكار الشخص وسلوكه بشكل جذري، وغالباً ما يكون له تأثير مباشر على حياة المحيطين به أيضاً. لكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان عند مشاهدة أحدهم يعاني من هذه الحالة هو: “كيف أساعد شخصاً مكتئباً؟” فيما يلي، سنستعرض خطوات هامة ونصائح تساعدك في تقديم الدعم لشخص مكتئب بطريقة فعّالة وباحترام كامل لمشاعره.
اقرأ أيضاً: كيف أقوي نفسي من الداخل وأزيد ثقتي بنفسي؟
كيف تعرف أن الشخص مكتئب؟
قبل معرفة كيفية مساعدة شخص مكتئب، من الضروري أن تتعرف على علامات الاكتئاب التي قد تظهر عليه. فرغم أن الاكتئاب يظهر بشكل مختلف من شخص لآخر، إلا أن هناك بعض الأعراض الشائعة التي يمكن ملاحظتها، مثل:
- فقدان الاهتمام بالأنشطة المحببة: قد يتخلى الشخص المكتئب عن الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقاً.
- الانعزال الاجتماعي: يميل المصاب بالاكتئاب إلى الابتعاد عن الأصدقاء والعائلة.
- التغيرات في الشهية والنوم: قد يعاني الشخص المكتئب من زيادة أو نقصان ملحوظ في الوزن، وكذلك اضطرابات النوم.
- التهيج أو اللامبالاة: يصبح الشخص المكتئب أقل قدرة على التحكم بمشاعره، وقد يشعر بالضيق أو اللامبالاة تجاه الأشياء من حوله.
- الإحساس بالدونية أو فقدان الأمل: يكون الشعور المستمر بعدم الأهمية أو اليأس أحد أهم علامات الاكتئاب.
كيف أساعد شخصاً مكتئباً؟
بعد ملاحظة هذه العلامات، يجب أن تكون خطوتك التالية هي تقديم المساعدة المناسبة. إليك بعض النصائح حول كيفية تقديم الدعم لشخص يعاني من الاكتئاب:
- كن مستمعاً جيداً: استمع إليه بتعاطف، ودون إصدار الأحكام. أعطِه الفرصة للتعبير عن مشاعره وأفكاره. أحياناً يكون مجرد التحدث إلى شخص يشعرهم بالأمان كافياً للتخفيف من بعض أعباء الاكتئاب.
- عرض الدعم العاطفي: أخبر الشخص المكتئب بأنك هنا من أجله، وأنك على استعداد لتقديم المساعدة بأي وقت. حاول أن تشجعه على التحدث عندما يشعر بأنه بحاجة لذلك.
- تقديم الدعم العملي: يمكن أن تؤدي المهام اليومية إلى زيادة الضغط على الشخص المكتئب، لذا يمكنك تقديم المساعدة في أداء بعض المهام مثل التسوق، أو القيام بالأعمال المنزلية، أو مساندته في إتمام التزامات معينة.
- تشجيعه على طلب المساعدة المتخصصة: رغم أهمية دعمك العاطفي، إلا أن طلب المساعدة من مختص في الصحة النفسية يعدّ خطوة أساسية لعلاج الاكتئاب. ساعده في البحث عن معالج أو طبيب نفسي مؤهل، وأبدِ استعداك لمرافقته إذا لزم الأمر.
- تذكيره بأن الاكتئاب ليس ضعفاً: قد يشعر الشخص المكتئب بالذنب أو العار بسبب حالته. شجعه على التذكر بأن الاكتئاب هو حالة طبية يمكن علاجها، وأنه ليس مجرد ضعف أو عيب.
اقرأ أيضاً: علامات تدل على الشخص السلبي في حياتك
كيف أساعد صديقي المكتئب؟
إذا كان الشخص المكتئب هو صديقك المقرب، فقد تكون مشاعرك معقدة وصعبة. إليك بعض النصائح العملية التي يمكن أن تساعدك:
- اجعل تواصلك منتظماً: قد يميل الشخص المكتئب إلى الانعزال، ولكن من خلال تواصلك المستمر، يشعر بأنه ليس وحده. يمكنك إرسال رسائل قصيرة أو الاتصال به من وقت لآخر دون الضغط عليه.
- قدّم الأنشطة الممتعة: حاول دعوته للقيام بأنشطة ممتعة، مثل الخروج للتمشية أو مشاهدة فيلم. الهدف هو إخراجه من الروتين اليومي الذي قد يزيد من حدة الاكتئاب.
- حافظ على حدودك الشخصية: من المهم أن تكون سنداً له، لكن لا تنسَ أيضاً الاهتمام بنفسك. لا تحمل نفسك فوق طاقتها، لأن الضغط النفسي الزائد قد يؤثر على علاقتك به وعلى صحتك.
كلام محفز لشخص مكتئب
الكلمات اللطيفة والرسائل الإيجابية يمكن أن تشكل فارقاً كبيراً في حياة الشخص المكتئب. إليك بعض العبارات المحفزة التي يمكن أن تقولها لشخص مكتئب:
- “أنا هنا دائماً بجانبك، مستعد للاستماع متى ما كنت بحاجة.”
- “أتفهم صعوبة ما تمر به، لكن أؤمن بقدرتك على تجاوز هذا.”
- “تذكر أنني أؤمن بك وأرى قوتك حتى وإن لم ترها الآن.”
- “لست مضطراً لمواجهة هذا بمفردك، نحن هنا لندعمك.”
- “ستأتي أيام أفضل، هذا شعور مؤقت وسيمضي.”
اقرأ ايضاً: كيفية التخلص من التوتر في 5 دقائق
أشياء لا تقولها لمريض الاكتئاب
رغم حسن النية، فإن بعض الكلمات قد تأتي بنتائج عكسية وتزيد من شعور الشخص المكتئب بالإحباط. تجنب العبارات التالية:
- “انهض، وكن قوياً”: يُنظر للاكتئاب كضعف، بينما هو حالة طبية تحتاج لعلاج.
- “الجميع يمر بأوقات صعبة”: قد يُفهم من هذه العبارة تقليلاً من معاناته الخاصة.
- “تجاهل هذه الأفكار”: الاكتئاب ليس مجرد فكرة سيئة يمكن التخلص منها بسهولة.
- “حاول التفكير بشكل إيجابي”: رغم نية المساعدة، إلا أن الشخص المكتئب قد يجد صعوبة في تبني هذه الأفكار بسهولة.
- “لماذا لا تستطيع تجاوز الأمر؟”: هذه العبارة قد تشعر الشخص بالذنب وتزيد من معاناته.
نصائح إضافية لدعم الشخص المكتئب
- التوعية حول الاكتئاب: تعرف على الاكتئاب من مصادر موثوقة لتفهمه بشكل أفضل. ذلك يساعدك في التعامل بفعالية مع الشخص المكتئب.
- توفير بيئة داعمة: حاول أن تكون مصدراً للاستقرار والراحة في حياة الشخص المكتئب. هذا يخلق لديه شعوراً بالأمان ويساعده في التغلب على بعض مشاعره السلبية.
- تشجيعه على العناية بنفسه: ساعده في ممارسة الرياضة أو تناول الطعام الصحي، فالعناية بالجسم لها دور إيجابي كبير في تحسين الحالة النفسية.
اقرأ أيضاً: العدوى العاطفية: هل يمكن للعواطف أن تكون معدية حقاً؟
إن مساعدة شخص مكتئب ليست أمراً سهلاً، وتتطلب الصبر والتفهم والدعم المتواصل. عندما تتساءل: “كيف أساعد شخصاً مكتئباً؟”، تذكر أن الأهم هو التواجد بجانبه دون الحكم عليه، ودعمه بطرق عملية وعاطفية. قد يكون الطريق نحو التعافي طويلاً، ولكن دعمك له يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في حياته.